إلى \" أمي \"

..} بوح الروح هو ..
ببساطته ينشد .. أعذب الالحان ،
و بـ صدقه ..


يفوح عبق مشاعرنــــــــا ..
لنخرج أحرفنــــــا بيضاء نقية ..
حتى و إن امتزجت بأحزاننا ..
لابد و أن نبقيهــــــا ..
بيضاء نقية ! ..{







و امتزجَ الصَّمتُ في قلبي بـ حكايا .. منذ زمنٍ لم أرتشفها من فيه أمي ..
لما قيل يوماً .. للأمِّ اكتبي .. !




ابتدأت كلماتي بالمسير .. على أسطرٍ خلت من أي حرفٍ و لا ملمحْ ..

و لم ألمحْ ..

سوى أسطرٍ .. على أرضيةٍ بيضاءْ ..

أرضيةٌ تتخلّلها سطورٌ زرقاء اللون .. تتراصّ في اندماجٍ غير عادي .. استعداداً لاستقبال ( أمي ) ..

لما قيل .. للأمِّ انثري .. !


احترت بأيِّ أمٍّ أبتدئ ..

بأمِّ احتوت كلَّ الأمهاتْ .. أم بأمِّ جعلت من جميع الأمهاتِ بها تتأسى ؟؟!

فقلتُ :دعوني .. دعوني آخذ ما تبقَّى لي من خاصرة المجدِ و أمضي

دعوني .. دعوني أنهضُ و أرتَجِلُ لحناٌ .. أسميْتُهُ ( أمي ) ..

دعوني أقبلُ أمي .. و أرتحلْ ..

فما عاد في البقاء عنوانْ .. و لا في الوجودِ هويةْ !


و قلتُ: دعوني .. دعوني أمسح دمع أمي .. و أمرغ في هوى الهوى قلبي .. أغزل أهازيجي ..

لرحيلٍ تهادى عشقاً .. على كفِّ الثرى ..

و أمسح دمع أمي .. بمقلاع أخي ! ..

و منجل جدي .. و الطابون .. الطابون و ( الحاكورة )حيث جدتنا اعتادت العيش هناك .. تحت شجرة الزيتون .. شجرةٌ أبت إلا أن تموت هناك .. هناك شامخة كما وُلِدَتْ .. و كما انتهتْ !!



أجل .. هي أمي .. و ستبقى !

هي أمي و ستبقى ..

ستبقى الأم ..

ستبقى الجذر ..

ستبقى الأصل ..

و ستبقى .. ( أمـــــــــــــــــــي )


لما قلتم لأمكِ .. سطِّري .. انثري .. زغردي ..

بل أفصحي ..


تطايرت مني الكلمات .. و تبعثرت أحرفي !

فما الأم في قاموس جوفي إلا أمل ..

و ما الأمل في معجمي إلا بـ ثلاث :

ألفٌ فـ ميم ثمَّ ياء ..


أجل .. أمي !!


اعذروني ..


فــ ما لأمي في الروح أجلُّ من يراعٍ يكتب .. و أيدٍ تتراقصُ بالتصفيق ..

بل ..

هو أنأى مما بعد الأفق .. !


اعذروني ..

فقد جفّ حبري ..

و اهترأت المحبرةْ ..

و لم أزلْ ..

أنتظر ..


بجانب نقطة الصفر .. !

لأنني مهما كتبت .. مهما خططت .. مهما رسمت ..

فـ سيبقى الدَّينُ دينــــــــــــــــا .. و ستبقى أمي المدين ..

حتى الممات ..


مفارقةٌ عجيبة .. لأول مرة أراها .. دينٌ غير معجل و لا مؤجل .. !!

دينٌ .. ببساطةٍ .. لا ينتهي وقته و لا مقداره .. !

و أنا .. الدائن .. لا أستطيع حتى .. سداده كاملاً

مهما فعلت .. مهما بذلت .. مهما اهتممت و رعيت !!

و المدين .. أمي ..

لم و لا و لن يطالبني يوماً بأي تعويض ..

سحقاً .. أيّ معادلة تلك .. ؟!


سبحان الله ..

و يقولون : لماذا هي الأم ؟؟

أجل هي الأم ..

أجل هي أمي ..

و ستبقى .. أماً .. وطنـــــــــاً .. ملاذاً .. و أكثر .. !

فـ حماكِ الله يـــــــــــــــا أمي .. 




(2009)



0 التعليقات: