ملمح .. \"

صامتٌ أنا
و هي تحرّكت ..

في غبارٍ أصهبْ
فيما اللّوحة اغتيلتْ
يوم قُتِلَ الفَنَّانْ !

و في الأفقِ المتداعي

تلوحُ آثارُ النِّسيانْ




موتٌ بطيءٌ ..

يرنو إلى حافّةِ وسادتِي
و يبتعدُ شيئاً فشيئاً عن الدّيارِ

تنهيدةٌ من قاعِ رئتيــهِ

خرجت لتلاقي مصيرها المحتومْ
بين أكوام مناديلٍ ورقيةْ
تناستها رياحٌ قادمةٌ من الشمالِ
يوم العاصفــــةْ .. !!

يتظاهرُ بالبكـــاءِ ..

كلّما أدارت وجهَها العسجديَّ زاوية النافذةِ
و حرّكت الوشاح ..

لا يدري ،

كم مرة تسنى له أن يرى ..

ملامحَ خجولةْ ..


تتوارى خلف وشاحٍ أملس

تكفّلت نسمات النافذة بحركته !



يتقمّصُ جميعَ الأدوارِ ..

و لا عجَبْ ،
فما عُرِفَتِ الخديعةُ إلا من خلف ظلالِ نظَّارتيه !!

أبى إلا أنْ يرى الأصلَ لا الملمح
و لكنّها في الكفّة الأخرى ..
أبت إلا أن يرى الملمح !

و أيُّ ملمحْ ..

ثم توارت عن الأنظار ..

لم يدرِ .. كيف تركها ،

تغادر .. بدون أن يرى أصل ما رأى ..
فهو حتى اللحظة ..
لم يرَ سوى ..

ملمحْ ،




(2010)


 






0 التعليقات: