منظۈمة آلٺضآد بين آلشرق ۈ آلغرب


" هاي هي الموضة حالياً ... ما سمعتي عن آخر موديل نزل ...... !!! "

حوار هاديء و لكنه نزل على مسامعي كصاعقة ..

فيما كنت أمر بجانب طالبتين تتحادثان في ساحة المدرسة .. خطر على بالي هاجس ..

كيف يحدث هذا ؟؟ كيف يأتي على بال أحدهم أن يقلد الغرب ؟؟!!

ألا يستحي على نفسه ؟؟ ألا يخجل ؟؟!! أهو وقح لهذه الدرجة حتى يفعل مثل هذا الفعل ؟؟ !! ألا يوجد للحياء مكان في قلبه ؟؟!! أما سمع بأن الحياء من الايمان ؟؟!!

إني و الله لأعجب من أمر هؤلاء القوم .. أمر الغرب .. عقلي لا يستوعب فكرة أن نكون نحن تحت و هم فوق .. !! لا أستوعب أن يكونوا هم المخترعين .. العباقرة .. و المفكرين و نحن لاشيء !! نحن مقلدين فقط ..

لا أستوعب أن يكون الغرب أولاً و الشرق ثانياً أو بالأحرى آخراً ..

ألسنا نحن الحضارة ؟؟!! .. نحن الفكر الإسلامي العظيم .. نحن المشرق الإسلامي ..

فكيف نكون متأخرين ؟؟!! كيف نكون نامين .. كيف نكون متخلفين إلى هذه الدرجة ؟؟!! كيف ؟؟
كيف يكون الغرب سابقاً و نحن لاحقاً ؟؟!! .. لم كل هذا التخلف ؟؟ لم لا تتحرك عندنا عجلة الحضارة كما كانت في عهد الخلفاء الراشدين و عهد الخلافة الزاهرة ؟؟!!

عهد ابن سينا و الزهراوي .. عهد ابن البيطار و الرازي وووو .... علماء كثر قل بل ندر أن تجد لهم مثيلاً في الوقت الحالي .. في مشرقنا الحالي !!

بصراحة ..

كل هذه الخواطر و الهواجس و الأفكار دارت في مخيلتي في اللحظات القلائل التي مررت فيها بجانب الفتاتين ..

أحياناً ..

ينتابني شعورٌ قوي بأننا يجب أن نرجع للوراء قليلاً ..

يجب أن نعرف لم كل هذا التناقض بين مشرق اليوم و مشرق الأمس ..

نعرف .. لم تأخرنا عن بقية الأمم لهذه الدرجة ؟!!!

نعرف .. لم نحن دول مستهلكة لا منتجة ؟؟!!

أشياء كثيرة نحن بحاجة لفهمها و استيعابها و لكن بسرعة .. قبل أن تدور بنا الدوائر و تتخطانا عجلة الأيام و تحملنا رياح الشمال العاتية إلى اللامكان و اللازمان !!!

لو عدنا للتاريخ القديم ..

لو رجعنا أدراجنا للوراء قليلاً ..

نرى أن هناك فرقاً شاسعاً بين شرق الأمس و شرق اليوم ، فشرق الأمس كان رمز الحضارة و رمز التقدم العلمي و النهوض المعرفي بجميع مجالاته و أشكاله ..

كان هناك جابر بن حيان و الزهراوي و ابن سينا و غيرهم الكثير حتى أن طلاب العلم كانوا يتوافدون من أوروبا و اليونان لتلقي العلوم المختلفة على يد العلماء الشرقيين العرب من كل حدب و صوب .

كان هناك المؤلفات الموسوعية الضخمة .. المجلدات .. المكتبات الزاخرة بما لذ و طاب من العلوم و المعارف و الآداب .. كان هناك العظماء و الأدباء و الشعراء و الخطباء و الوعاظ و المفتين و القضاة ..

كان هناك أسواقاً و ملاعب و أندية شعرية و أدبية يتسابق إليها الأدباء و الشعراء لإلقاء أروع ما تجود به قرائحهم من نثريات و أشعار و قصائد ..

شرق الأمس .. كان شرقاً بمعنى الكلمة .. كان العظمة .. الشموخ ... العلو و السمو ..
شرق الأمس .. كان الأعظم .. الأقوى .. كانت له السيطرة و النفوذ على أغلب أصقاع الأرض ..
كانت الفتوحات .. كانت الانتصارات .. العظمة ... كان صلاح الدين و عمر .. كان بيبرس و قطز .. كان شرق الأمس .. عين جالوت و حطين .. كان فتح القسطنطينية ..

كان ابتسامة عريضة في وجه كل عبوس .. كان دفقة أمل في قلب كل يئوس ..
كان الوعد الصادق و النصر المؤزر على أعداء الله و الدين بعون الله و مشيئته جل و علا ..

سنرجع الآن لشرق اليوم ..

شرق اليوم .. انتكاسة لا تفوقها انتكاسة ..
شرق اليوم .. دول مستهلكة لا منتجة .. استهلاك فقط لا غير !!!
و حتى ان أنتجنا فلا ننتج سوى سفاسف الأمور و توافهها !!!!!!
شرق اليوم .. حكومات لا نقول فيها سوى : " حسبي الله و نعم الوكيل " ..
لا نقول فيها سوى : " و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين " ..
و ماذا يسعنا أن نقول في حكومات لا يعلم فيها سوى رب العباد ؟؟!!
لن أقول أكثر من ذلك فالكل يعلم بواقعنا العربي المرير و لا داعي للشرح أكثر ..

شرق اليوم .. بقايا حضارة متآكلة عاف عليها الزمن و أكل عليها و شرب !!!

شرق اليوم .. مسلسلات تافهة و مواد تلفازية حقيرة مدمرة و إعلام ساقط موجه و أغاني هابطة و برامج موجهة تدميرية ..

شرق اليوم .. إدعاءات تحضر و رقي واهية بحشو الجمل و العبارات بكلمات و عبارات أجنبية و أميركية أمثال :

" "sorry , no problem , please , oh my god
" خاصةً في صفوف الشباب العربي و المسلم للأسف الشديد " ..

أنا في قمة الأسف و الله من هذا الحال .. أأصبحت مفردات اللغة العربية الغنية ثقيلة على الألسن في هذا الزمن ؟؟!!
أأصبحت كلمة آسف و لا مشكلة و لو سمحت ثقيلة و صعبة النطق ؟؟!!
(( اذا كانوا صعبين بالنطق أنا معكم اتكلموا أجنبي على كيفكم )) !!!

و لكنني أرى هذه الكلمات ليست صعبة بل خفيفة النطق سهلة على اللسان حلوة جداً .. إلا اذا كان عندكم وجهة نظر أخرى !!!!

شرق اليوم .. بلا حضارة .. و لا ثقافة .. و لا علوم و لا آداب .. بلا قيم .. بلا مباديء أو قوانين .. بالفعل فلقد أصبحنا نحيا حياة الغاب !!

إلا من رحم ربي .. طبعاً ..

شرق اليوم .. انحطاط فكري و أخلاقي و علمي و شامل لكافة المجالات .. شرق اليوم تافه لا تستثيره سوى الأمور التافهة الوضيعة !!

شرق اليوم .. لا يهمه سوى مليء الكروش الفسيحة و البطون المنتفخة !!

شرق اليوم .. فراغ فكري و عقلاني و روحاني جم ..

و لو أدرنا بصرنا إلى نصف الكرة الآخر .. أو بالأصح الغربي .. فسنجد أيضاً فرقاً شاسعاً ما بين غرب اليوم و غرب الأمس ..

و لعل منظومة التناقض هنا هي بعكس الشرق تمااااااااااماً ..

يعني غرب الأمس كانوا في جهل دامس و ظلام مدلهم ، و غرب اليوم في حضاااارة و رقي و تطور علمي و تكنولوجي كبير ..

و لو قلبنا الصورة قليلاً لوجدنا هذا التفسير أو هذه الحقيقة سليمة 100% ..

حيث أننا نجد غرب اليوم في تقدم هائل من ناحية أبحاث علمية و مختبرات متطورة و تكنولوجيا معلومات علوم حاسب و ما إلى ذلك من ابتكارات لا يسعني في هذا المقام أن أذكرها كلها ..

بينما غرب الأمس كانوا في جهل دامس و ظلام و وضع مزري للغاية .. أكثر من حال الشرق اليوم ..

فكانت الكنيسة تحتل الصدارة في المجتمع الأوربي قديماً و لها ترجع ادارة كافة شؤونه و أي عالم يقدم على أي اكتشاف يعدم حرقاً أو شنقاً ..
و من الذي أعدموا حرقاً عالم توصل الى حقيقة الكرة الأرضية و حقائق عن الكون و لكنه عندما أفشاها اعدم حرقاً ..

هكذا كانوا و هكذا أصبحوا !! ألا نتعلم منهم أو بالأحرى نسترد بقايا من حضارتنا الزاهرة الوردية ؟؟!!

ألم تخجلوا على أنفسكم الآن ؟؟!! ألم تستحقروها ؟؟!! بعد قراءة ما كان ..

أعتقد أن منكم من يبكي و منكم من يعد بتحقيق الأفضل و لكن الأعم الأغلب سيقوم من هنا كما جلس !!!!

لكم مني تحيتي .. و دمتم بـ ودّ .. =))
























(2010 )

0 التعليقات: