أن ٺڪۈن صهيۈنيآً .. !

حسب الكاتب الإسرائيلي اسحق ليئور في هآرتس 28/8/2012- فقد "صاغت إسرائيل أجيالاً من العنصريين"، وحسب يوآف أبروموفيتش في هآرتس -27/8/2012 فان العداء للعرب في المجتمع الإسرائيلي يتنامى، وأن الشتائم لهم للعرب تنم عن"كلام قذر وعنصري، وإعجاب كبير بالفاشية".

ويقول الكاتب: "إن الأمم العنصرية والقومية والفاشية لا تُخلق من العدم"، ويضيف: "إن الردود المسمومة والمتطرفة الموجهة إلى بنات - فلسطينيات - صغيرات باكيات في وقت تعتقل فيه أمهن هي نتاج كراهية عنصرية خالصة، ومع ذلك فإنها ليست أمراً شاذاً في الشبكة الاجتماعية الإسرائيلية".

ويؤكد: "أن المئات من الصفحات العنصرية والقومية والعنيفة الهوجاء تنشأ تحت أنف المجتمع"، ويختتم: "إذا كانت دولة إسرائيل قد نشأت من رماد المحرقة، وإذا كانت تلتزم بدروس تلك المحرقة الفظيعة، فعليها أن تنظم نفسها وأن تقضي على أوكار الكراهية الفوارة هذه وهي لا تزال في مهدها".

غير أن أوكار الكراهية الفوارة لن يتم القضاء عليها، إذ يتناسى الكاتب هنا ذلك التراث المرعب من الأدبيات الصهيونية العنصرية الذي تراكم على مدى عقود من الزمن، لدرجة أننا بتنا أمام مجتمع صهيوني ملوث بفكر العنصرية والتكفير والعداء الشيطاني للعرب، فلا يمكن أن تكون صهيونيا هناك إلا إذا توافرت فيك جملة من المواصفات والشروط.

فكي تكون صهيونياً ليكودياً أو عمالياً، يسارياً أو يمينياً أو متديناً حقيقياً، يجب أن تتبنى شعار "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض"، وأن تقبل المتاجرة بمحرقة اليهود، وأن تقبل بـ "قيام إسرائيل على أنقاض وطن وشعب "كان هناك، وأن توافق على المجازر الجماعية المستمرة ضد نساء وأطفال وشيب وشبان فلسطين، وأن توافق على الاستعمار الاستيطاني ومواصلة مشروع إلغاء الآخر العربي، وأن ترفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين على أساس قرار الشرعية الدولية، وأن ترفض الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران عام 67 وفق قرار 242 و338 وما تلاهما من قرارات للشرعية الدولية، وأن ترفض الالتزام بالقرارات والقوانين والمواثيق الأممية، وأن تعتبر "إسرائيل" دولة استثنائية فوق القانون الدولي.

وكي تكون صهيونيا عليك أن تنصقل صهيونيا عنصريا إرهابيا وتعمل على تعميق فكر التمييز العنصري وسلب الآخر العربي حقوقه الإنسانية والمدنية، وأن تنخرط في نهج التحريض على التخلص من العرب وترحيل من تبقى منهم.

وكي تكون صهيونيا يجب أن تعتبر المدينة المقدسة"مدينة الآباء والأجداد..عاصمة اليهود إلى الأبد"، وعليك أن "توافق على هدم الأقصى وبناء الهيكل الثالث مكانه"، وأن تنطلق في حملة إرهاب ومصادرات واستيطان في كل أنحاء القدس حتى لا يبقى هناك حجر ينطق بالعربية.

وكي تكون صهيونيا عليك أن تعتقد وتؤمن بأن اليهود شعب الله المختار وأنهم فوق الأغيار، وأن اليهودي بألف عربي، وأن توافق الحاخام العسكري الرئيس العميد أفيحاي رونتسكي، على "أنه ملعون من يوفر حياة العدو- العربي"، وأن تتبنى "كتاب الإرهاب الذي يحمل عنوان: "متى يسمح لليهودي بقتل الأغيار وقتل أبنائهم"، الذي كتبه الراف يتسحاك شابيرا رئيس مدرسة " عود يوسيف حاي - يوسيف لا زال حيا"، فإنه يسمح بقتل "كل من يشكل خطرا على شعب إسرائيل، سواء كان ولدا أم طفلا"، وعن قتل الأطفال يقول الكتاب:

"إن وجود الأطفال يسد الطريق أمام عمليات الإنقاذ، وبالتالي يسمح بقتلهم لأن وجودهم يساعد على القتل، كما يسمح بقتل الأطفال إذا كان من الواضح أنهم قد يسببون أضرارا لـ"شعب إسرائيل" عندما يكبرون، ويسمح أيضا بقتل أطفال أي قائد من أجل ممارسة الضغط عليه"، أما بالنسبة لقتل الأبرياء فيقول: "في كل مكان يشكل فيه الأغيار خطرا على حياة شعب إسرائيل يسمح بقتلهم حتى لو كانوا غير مسؤولين عن الوضع الذي نشأ".

وكي تكون صهيونيا، عليك أن تتبنى كافة الأدبيات والفتاوى التي تبيح قتل العربي حتى الطفل الرضيع، وأن تمارس التمييز العنصري بلا رحمة، وأن تغتصب الأرض وتزيف التاريخ والتراث، وأن تهدم المقدسات الإسلامية والمسيحية لتبني على أنقاضها معالم يهودية، وكل ذلك غيض من فيض هائل من مواصفات وشروط الانتماء للصهيونية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العرب اليوم "الأردنية"

0 التعليقات: