انحسآرٌ دآئريّ


انحسآرٌ دآئريّ

 

 

 

 

أيا هذا الدَّامي قُبيل الأصيل

حسبُكَ ما تقتاتُه من أعين الفجر

و دمعاتِ الحيارى و الحلكة القرويّة

يتداركُكَ الأُفُقْ

 

تتراءى وراء ظلال النخيل

برؤيةٍ سطحيةٍ لا انفصام لها

و القلبُ يذوي اجتراراً

و كان الغسق

 

و ترنيمةُ فلاحٍ تتعالى

في انخفاضِ رؤوس النائمين

و يصدح فيصدح ثم يصدح

متناسياً همَّ الغرق !

 

يعلو جبهتهُ الغمامُ

و الأرضُ من تحتِ الثَّرى تشهقْ

 

تقتاتُ الثُّريا تستجديِ الغدَ

و فتاتُ الظهيرةِ من تحتِ الثرى ينعق !

 

قل لي: _ بربك _ كيفَ الرّحيلُ

و مآذنُ الفلاحِ في حينا تشمخ

 

و النورُ أخرس كلَّ باكٍ

و مضى إليهم واقعاً يرسخْ

قد تمارضَ فيها بيأسٍ عليلٍ

و انطوى يزحفُ و الجسارةُ

في عجلةٍ من الهمِّ تبكي

تنتحبُ اختفاءَ الورقْ !

 

أتعبتنا يا هذا في فخرٍ ثقيلٍ

و الغادياتُ في ذمٍ فخركَ قوافلٌ

أمَّا الرَّائحاتُ ففي أسرابها تمضي

كـ طيرٍ بئيسٍ في سماءِ الشفقْ !

 

تماديت في عَنَتِك فـ لا جُرمَ و لا قتيل

و دليلٌ هام متبختراً يرتشفُ العنا

في غفلةٍ من العمرِ يمضي

بين ما أكل الزَّمانُ و ما سَرَقْ !!

 

 

 ~

 


22/9/2012

 

0 التعليقات: