0 التعليقات

ملمح .. \"

صامتٌ أنا
و هي تحرّكت ..

في غبارٍ أصهبْ
فيما اللّوحة اغتيلتْ
يوم قُتِلَ الفَنَّانْ !

و في الأفقِ المتداعي

تلوحُ آثارُ النِّسيانْ




موتٌ بطيءٌ ..

يرنو إلى حافّةِ وسادتِي
و يبتعدُ شيئاً فشيئاً عن الدّيارِ

تنهيدةٌ من قاعِ رئتيــهِ

خرجت لتلاقي مصيرها المحتومْ
بين أكوام مناديلٍ ورقيةْ
تناستها رياحٌ قادمةٌ من الشمالِ
يوم العاصفــــةْ .. !!

يتظاهرُ بالبكـــاءِ ..

كلّما أدارت وجهَها العسجديَّ زاوية النافذةِ
و حرّكت الوشاح ..

لا يدري ،

كم مرة تسنى له أن يرى ..

ملامحَ خجولةْ ..


تتوارى خلف وشاحٍ أملس

تكفّلت نسمات النافذة بحركته !



يتقمّصُ جميعَ الأدوارِ ..

و لا عجَبْ ،
فما عُرِفَتِ الخديعةُ إلا من خلف ظلالِ نظَّارتيه !!

أبى إلا أنْ يرى الأصلَ لا الملمح
و لكنّها في الكفّة الأخرى ..
أبت إلا أن يرى الملمح !

و أيُّ ملمحْ ..

ثم توارت عن الأنظار ..

لم يدرِ .. كيف تركها ،

تغادر .. بدون أن يرى أصل ما رأى ..
فهو حتى اللحظة ..
لم يرَ سوى ..

ملمحْ ،




(2010)


 






0 التعليقات

إلى \" أمي \"

..} بوح الروح هو ..
ببساطته ينشد .. أعذب الالحان ،
و بـ صدقه ..


يفوح عبق مشاعرنــــــــا ..
لنخرج أحرفنــــــا بيضاء نقية ..
حتى و إن امتزجت بأحزاننا ..
لابد و أن نبقيهــــــا ..
بيضاء نقية ! ..{







و امتزجَ الصَّمتُ في قلبي بـ حكايا .. منذ زمنٍ لم أرتشفها من فيه أمي ..
لما قيل يوماً .. للأمِّ اكتبي .. !




ابتدأت كلماتي بالمسير .. على أسطرٍ خلت من أي حرفٍ و لا ملمحْ ..

و لم ألمحْ ..

سوى أسطرٍ .. على أرضيةٍ بيضاءْ ..

أرضيةٌ تتخلّلها سطورٌ زرقاء اللون .. تتراصّ في اندماجٍ غير عادي .. استعداداً لاستقبال ( أمي ) ..

لما قيل .. للأمِّ انثري .. !


احترت بأيِّ أمٍّ أبتدئ ..

بأمِّ احتوت كلَّ الأمهاتْ .. أم بأمِّ جعلت من جميع الأمهاتِ بها تتأسى ؟؟!

فقلتُ :دعوني .. دعوني آخذ ما تبقَّى لي من خاصرة المجدِ و أمضي

دعوني .. دعوني أنهضُ و أرتَجِلُ لحناٌ .. أسميْتُهُ ( أمي ) ..

دعوني أقبلُ أمي .. و أرتحلْ ..

فما عاد في البقاء عنوانْ .. و لا في الوجودِ هويةْ !


و قلتُ: دعوني .. دعوني أمسح دمع أمي .. و أمرغ في هوى الهوى قلبي .. أغزل أهازيجي ..

لرحيلٍ تهادى عشقاً .. على كفِّ الثرى ..

و أمسح دمع أمي .. بمقلاع أخي ! ..

و منجل جدي .. و الطابون .. الطابون و ( الحاكورة )حيث جدتنا اعتادت العيش هناك .. تحت شجرة الزيتون .. شجرةٌ أبت إلا أن تموت هناك .. هناك شامخة كما وُلِدَتْ .. و كما انتهتْ !!



أجل .. هي أمي .. و ستبقى !

هي أمي و ستبقى ..

ستبقى الأم ..

ستبقى الجذر ..

ستبقى الأصل ..

و ستبقى .. ( أمـــــــــــــــــــي )


لما قلتم لأمكِ .. سطِّري .. انثري .. زغردي ..

بل أفصحي ..


تطايرت مني الكلمات .. و تبعثرت أحرفي !

فما الأم في قاموس جوفي إلا أمل ..

و ما الأمل في معجمي إلا بـ ثلاث :

ألفٌ فـ ميم ثمَّ ياء ..


أجل .. أمي !!


اعذروني ..


فــ ما لأمي في الروح أجلُّ من يراعٍ يكتب .. و أيدٍ تتراقصُ بالتصفيق ..

بل ..

هو أنأى مما بعد الأفق .. !


اعذروني ..

فقد جفّ حبري ..

و اهترأت المحبرةْ ..

و لم أزلْ ..

أنتظر ..


بجانب نقطة الصفر .. !

لأنني مهما كتبت .. مهما خططت .. مهما رسمت ..

فـ سيبقى الدَّينُ دينــــــــــــــــا .. و ستبقى أمي المدين ..

حتى الممات ..


مفارقةٌ عجيبة .. لأول مرة أراها .. دينٌ غير معجل و لا مؤجل .. !!

دينٌ .. ببساطةٍ .. لا ينتهي وقته و لا مقداره .. !

و أنا .. الدائن .. لا أستطيع حتى .. سداده كاملاً

مهما فعلت .. مهما بذلت .. مهما اهتممت و رعيت !!

و المدين .. أمي ..

لم و لا و لن يطالبني يوماً بأي تعويض ..

سحقاً .. أيّ معادلة تلك .. ؟!


سبحان الله ..

و يقولون : لماذا هي الأم ؟؟

أجل هي الأم ..

أجل هي أمي ..

و ستبقى .. أماً .. وطنـــــــــاً .. ملاذاً .. و أكثر .. !

فـ حماكِ الله يـــــــــــــــا أمي .. 




(2009)