حجج ۈآهية للمٺبرجآٺ ۈ آلرد عليهآ

أحببت أن أنقل لكم هذا الموضوع للاستفادة منه ..
وهو منقول عن مجلة الوعي عدد 201

تنساق كثير من الفتيات وراء أهوائهن ، ليتملصن من الالتزام بالمظهر الاسلامي، ويتذرعن بحجج واهية لا يقرها شرع الله تعالى، وليس لصاحبتها إلا غضب الله وعذابه، إن الفتاة المؤمنة تقبل على أمر ربها إقبال من لا تجد حرجاً في نفسها مما قضى الله ورسوله"صلى الله عليه وسلم" و تسلم تسليما ..


ومن هذه الحجج : 

 
الحجة الأولى:
من تدعي أن طهارة القلب، وسلامة النية يغنيان عن الحجاب.

أما الرد عليها:

ان قولهم هذا فاسد يناقض بعضه بعضا، لان القلب إذا صلح والباطن اذا طهر والروح اذا زكت لا محالة يكون السلوك وفق ما امر الله تعالى بشانه ولا محالة ان تخضع جوارحه للاستسلام وتنقاد اعضاؤه لامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه ولا يجتمع صفاء الباطن وطهارة القلب مع الاصرار على المعصية صغيرة كانت ام كبيرة.
فمن قال اني اصلحت قلبي وطهرت روحي وصفيت باطني ومع ذلك يخالف ما امر به النبي"صلى الله عليه وسلم" فهو كاذب فيقوله تسلط عليه الشيطان في شؤونه لانه هذين الامرين لا يجتمعان .
فكيف ايتها المتبرجة! تدّعين ان ايمانك يكفي لرضا الله بينما ترفضين الانقياد لله الذي أمرك بعدم التبرج قال جل شأنه"وَقَرنَ في بُيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى"

الحجة الثانية :
من تدّعي ان الصوم والصلاة يغنيان عن الحجاب.

أما الرد عليها:

ان الصلاة تهذب الخلق وتستر العورة وتنهى صاحبها عن كل منكر وزور فيستحي ان يراه الله في موضع نهاه عنه ، ننهاه عن الفحشاء والمنكر، وإي فحشاء ومنكر اكبر من خروج المرأة كاسية عارية مميلة مائلة ضالة مضلة؟ ولو كان الحجاب مظهرا اجوف لما توعد الله المتبرجات بالحرمان من الجنة وعدم شم ريحها.
ان الحجاب هو الذي يميز بين العفيفة الطائعة، والمتبرجة الفاسقة، ولو كان مظهرا اجوف؛ لما استحق كل هذا العقاب لتاركته ، بل والاحاديث والآيات القرآنية الحافلة بذكره، بل ولما ترتب على تركه فسق الشباب وتركهم للجهاد ، وكيف يلتفت الشاب المسلم الى واجبه المقدس وهو تائه الفكر، منشغل الضمير، مشتت الوجدان إقصى ما يطمح إليه نظرة من هذه أو بسمة من تلك؟! وإن حال التي تستجيب لبعض أوامر الله وتترك بعضها هي من ذمهم الله تعالى بقوله:"أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عمّا تعملون"

الحجة الثالثة:
من تدّعي ان حبها لله ولرسوله كفيلان برضا الله عنها بدون عمل
أما الرد عليها فهو:

" قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم (31)قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكفرين(32)"

لو انتسبت إلى معهد أو مدرسة أليس المطلوب منك ان تحضري الدروس، وتداومي وتعملي كل ما تأمرك به إدارة ذلك المعهد أو تلك المدرسة، فإذا عصيت أمر الإدارة ولم تسمعي لها قولا وخالفت القوانين وأنظمة المدرسة او المعهد، فهل تبقين منتسبة إليه أو تفصلين منه. لا شك انك تفصلين، ولا ينفعك هذا الانتساب شيئا. فكيف تدّعين حب الله ورسوله وتنتسبين إلى الاسلام في البطاقات الشخصية،وشهادات الميلاد، وسائر الاوراق الرسمية، وتأبيّن إلا الابتعاد عن شرع الله ثم ادعاء محبته ومحبة رسوله (صلى الله عليه وسلم)فأي سفاهة أبلغ من ذلك؟!

الحجة الرابعة:
]من تدّعي أن الحجاب تزّمت وتحتج بأن الدين يسر .

أما الرد عليها فهو:

إن تعاليم الدين الإسلامي وتكاليفها الشرعية جميعها يسر،لا عسر فيها، وكلها في متناول يد المسلم المكلف بها وفي استطاعته تنفيذها إلا من كان من أصحاب الاعذار فإن الله عز وجل قد جعل لهم أمرا خاصا. يقول تعالى"يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"
وإن يسر الدين لا يعني إلغاء أوامره وإلا فما الفائدة من فرضيتها؟ وإنما تخفف لدى الضرورة فقط وبالكيفية التي رخّص لنا بها الله ورسوله، فمثلا يجب على المصلي أن يصلي قائما، ولكنإن لم يستطع القيام فليصلّ قاعدا، فإن لم يستطع فبالكيفية التي يقدر عليها ، كما أن الصائم يرخّص له الإفطار في رمضان إن كان مسافرا أو مريضا، ولكن لا بد من القضاء، أو الفدية في بعض الحالات ،أو الفدية والقضاء في حالات أخرى، وكل ذلك من يسر الاسلام وسماحته، أما أن نترك الصلاة ، أو الصوم، أو غيرهما من التكاليف الشرعية جملة واحدة ونقول: إن الدين يسر، وما جعل الله علينا في الدين من حرج ، فإن ذلك لا يجوز ، ومثل ذلك الحجاب ، فإن تركه لا يجوز، علما بأن له رخصة كغيره من أوامر الشرع وهي أن الله تعالى وضع الحجاب عن القواعد من النساء، وحتى في هذه الحالة اشترط عليهن عدم التبرج.
وفد جهلت هذه أن الله أمر به على الوجوب وأن الأحاديث النبوية فرضته، ومعلوم أن الأحاديث والآيات القرآنية حافلة بذمة واعتباره من الذنوب الموجبة لدخول النار، فهل بعد ذلك كله تجادل النساء في وجوبه وفرضيته؟؟!!

الحجة الخامسة:
من تدّعي أن التبرج أمر عادي لا يلفت النظر

أما الرد عليها فهو:

كيف يكون التبرج أمرا عاديا ونحن نرى أن الأزواج(على سبيل المثال) تزداد رغبتهم في زوجاتهم كلما تزيّنّ وتجمّلن، ولو كان التزيين امرا عاديا لما تنافس الناس قي تزيين البيوت وزخرفتها وفرشها بأفخر المفروشات، وكل ذلك لتتمتع انظارهم ، ولما تكبّد الناس مشاق السفر وتكاليفه الباهظة في الرحلات إلى مختلف بلاد العالم، وكل ذلك للمتعة والتغيير، ويزداد سرورهم كلما شاهدوا في رحلاتهم مناظر جميلة وأشكالا متنوعة.
بل لو كان التبرج أمرا عاديا لما نهى الله عنه.لأن الله هو الذي خلق الانسان ويعلم ما يصلحه وما يفسده، ولولا أن الفساد الحاصل من التبرج كبير لما نهى الله عنه ولما جعله الله تعالى على لسان رسوله (صلى الله عليه وسلم)من الذنوب.
وإليكم شهادة من طبيب يكذب الزعم القائل بأن التبرج أمر عادي:
( أودع الله الشبق الجنسي في النفس البشرية سرا من أسراره ، وحكمة من روائع حكمه جلّ شأنه، وجعل الممارسة الحسية من أعظم ما نزع إليه العقل والنفس والروح ، وهي مطلب روحي وحسي وبدني ، ولو أن رجلا مرت عليه امرأة حاسرة سافرة على جمال باهر، وحسن ظاهر، واستهواء بالغ، ولم يخف اليها وينزع الى جمالها، يحكم عليه الطب بأنه غير سوي وتنقصه الرغبة الجنسية، ونقصان الرغبة الجنسية_في عرف الطب_ مرض يستوجب العلاج والتداوي، ناهيكم عن انعدام الرغبة تماما ... وهذا بدوره مرض عضال)

أقول: هذه الشهادة من طبيب حجة على من يزعمون أن خروج المرأة كاسية عارية بدون حجاب لا يثير الشهوات ولا يحرك النفوس، ويكذبون ويعتبرونه أمرا عاديا فإن أعلى نسبة من الفجور والإباحية والشذوذ الجنسي وضياع الأعراض واختلاط الأنساب قد صاحبت خروج النساء متبرجات كاسيات عاريات، وتتناسب هذه النسبة تناسبا طرديا مع خروج النساء على تلك الصورة المتحللة من كل شرف وفضيلة بل اننا نجد أعلى نسبة من الامراض الجنسية، ومنها : مرض الإيدز القاتل الذي انتشر حديثا في الدول الإباحية التي تزداد فيها حرية المرأة تفلتا, وتتجاوز ذلك إلى أن تصبح همجية وفوضى! ناهيكم عن الأمراض والعقد النفسية التي تلجئ الشباب للانتحار بأعلى النسب في أكثر بلاد العالم تحللا من الاخلاق وأعظمها اباحية وفوضى كالسويد وغيرها من دول الغرب!
إن الميل الفطري بين الرجل والمرأة ميل عميق وإثارته في كل حين تزيد من عرامته، فالنظرة تثير والحركة تثير والضحكة تثير والدعابة تثير،، والطريق المأمون هو تقليل هذه المثيرات وذلك هو المنهج الذي يختاره الاسلام مع تهذيب الطبع وتشغيل الطاقة البشرية بهموم أخرى في الحياة، غير تلبية دافع اللحم والدم.


الحُجَّة السادسة : من تدَّعي أنَّ الحجاب عادات جاهلية أو رَجعية :

أما الرد عليهـــا :

إن الحجاب الذي فرضه الإسلام على المرأة لم يعرفه العرب قبل الإسلام ، بل لقد ذمَّ الله تعالى تبرج نساء الجاهلية ، فوجَّه نساء المسلمين إلى عدم التبرج مثلهن ، فقال جلَّ شأنه : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ ) الأحزاب : 33 .

صحيح أنَّ الإسلام أتى فأبطلَ عادات ذميمة للعرب ، ولكن بالإضافة إلى ذلك كانت لهم عادات حميدة أقرَّها الإسلام ، فلم يبطلها ، كإكرام الضيف ، وغير ذلك ، وكان من ضمن عاداتهم الذميمة خروج النساء متبرجات كاشفات الوجوه والأعناق ، باديات الزينة ، ففرضَ اللهُ الحجاب على المرأة بعد الإسلام ، ليرتقي بها ، ويصون كرامتها ، ويمنع عنها أذى الفُسَّاق والمغرضين ، وإننا ونحن نتحدث عن العرب في جاهليتهم نقول :

إن العصر الحديث شهدَ جاهلية كبرى وانتكاسة عظمى لم تشهدها العصور السابقة ، ولا حتى العرب في جاهليتهم ، إنَّنا مسلمون نؤمن بديننا ، ونقدِّس تعاليمه ، ونحبُّ ربَّنا ونبينا أكثر من حبنا لأنفسنا ، ولن نتأثر بدعاوى الجاهلية الحديثة التي هي أشدُّ من جاهلية أبي جهل .

فإذا كان التبرُّج في الجاهلية الأولى يتضمَّن إظهار المرأة لوجهها وعنقها وحليها فقط ، وتمشي بين الرجال بهذه الهيئة .

فإنه في الجاهلية المعاصرة أصبحنا نرى المرأة لا تكاد تغطي شيئاً من حُرُمات الله ، ونسيت أنها في حَدِّ ذاتها حرمة من حرمات الله ، وحدٌّ من حدوده ، لا يجوز أن يقربها أحد إلا أن يكون زوجها ، ولا أن يَرى زينَتَها أحدٌ إلاَّ أن يكون ممن بيَّنَهم الله عزَّ وجلَّ في هذه الآية الكريمة : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور : 31 .

ولستُ أدري كيف تسول لإنسان نفسه أن يتبجَّح على خالقه ، ويرمي ما أمر به من ستر وصيانة وعفة وطهارة بأنه رجعيَّة ؟! ولماذا هذه الحملة المسعورة على الحجاب الإسلامي بالذات ، ولا يتكلم أحد عن حدائِقِ العُراة ، وبيوت الدعارة في كثير من ديار المسلمين ؟!

إنَّ الرجعيَّة الحقيقية هي ما عليه هؤلاء التقدُّميِّين من إلحاد وإنكار للبعث والحساب ، بل لوجود الخالق ، وتأليههم للطبيعة والأفراد ، وكل هذه الأمور ، والأفكار الوثنية كانت قبل الإسلام .

ولما كان كل ما بعد الإسلام هو في نظرهم رجعي ، إذ أنهم يعتبرون أن التمسك بتعاليم الأديان - ومن أبرزها تعاليم الإسلام - رجعيَّة ، فلنكن رجعيين ، لكنهم أشد مِنَّا تأخراً ورجعيَّة ، لأن ما هم عليه من رجعية سبقت ما نحن عليه من رجعية ، وأكرم برجعيتنا من رجعية ، فنحن رجعنا إلى الشرف والعفة والفضيلة ، وهم رجعوا إلى الفساد والطغيان والرذيلة .

الحُجَّة السابعة : مَن تحتجُّ بأنها ستتحجب عندما تقتنع أولاً :

أمــــا الرد عليها فهو :

قضية الاقتناع التي تطرحها المرأة اليوم في أمر الحجاب قول فيه جهل وغرور ، فمن أين يأتي الاقتناع ؟! هل سيأتي من بحث ودراسة وتحليل آيات الله وحديث رسوله ، أم أنَّ المرأة تنتظر أن تنزل عليها آية من السماء ، أو أن يوحى إليها ، فيترتب على ذلك اقتناعها بأمر الله ؟!

ونقول لها : إن لم تُقنعك آيات الله وحديث رسوله ( صلى الله عليه وآله ) فلن تقتنعي إذن أبداً ، فإن أطعْتِ وهو أحرى بك فإنك من المؤمنات الطائعات الحييات من الله ، وإن لججتِ في القول فهو الضلال المبين .

فهل كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والذي تنزَّل من لَدُن حكيم خبير ، أو أنَّ أقوال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بحاجة إلى رأي المتبرِّجة القاصر وجهلها المركب ؟! إن الله لَغَنيٌّ عنها وعن اقتناعها ، أتحسب أنَّ أوامر الدين ونواهيه بضاعة تقتنع بشراء بعضها وترك البعض الآخر ؟! ألا تستحي هذه وهي ترفض أوامر الله بحجة أنها لم تقتنع بها بعد ؟!

إنَّ في آيات الله الشفاء لك من جميع الآفات الاجتماعية والنفسية وغيرها ، هبي أن طبيباً وصف لك دواءً وأمرك بشربه ، هل ستقولين له : لن أشربه حتى أقتنع بأنه سيشفيني ؟! بل حتماً لن تتردَّدي في شربه ، رغم أنه ليس مَضموناً أن يشفيك من المرض ، ولكنك لم تشككي ، ولم تترددي ، لأنك ظَننتِ أن في كلام الطبيب الصدق ، وأن في إطاعة أوامره صلاح جسدك وشفائك .

فكيف بالله تتردِّدين في قبول أمر من خلقك وخلق الطبيب ، ولم تصدقي أن في أمره الخير والفلاح والصلاح ؟! وإذا كنت لم تقتنعي حتى الآن بالحجاب الذي يضمن لك العفة والفضيلة فهل اقتنَعْتِ ورضيت بالتبرج والانحلال والرذيلة ؟؟!!!







الحُجَّة الثامنة : من تحتجُّ بِعَدم التحجُّب بسبب سوء سلوك بعض المتحجبات :


أمــــا الرد عليهـــا فهو :


إن المتحجِّبة بشر تخطئ وتصيب كذلك ، وليس المقصود من الحجاب هو عصمة صاحبته من الخطأ ، لأن كل ابن آدم خطَّاء ، ما عدا من عَصَمَهم الله تعالى ، وخَيرُ الخَطَّاءين التوابون .

ومع ذلك يجب أن ندعو كل متحجِّبة بأن تبتعد عما تقع فيه الكثيرات من الأخطاء ، كالغِيبة ، والنمِيمة ، وغير ذلك ، وأن تجتهد في أنْ يَراها مخلوق إلا حيث أمر الله تعالى ، مع اجتناب نواهيه ، لأن صورتها في الأذهان تختلف كثيراً جداً عن صورة غيرها من المسلمات غير المتحجبات .

فنحن لسنا بصدد الدفاع عن أخطاء بعض المتحجبات أو مهاجمتهنَّ ، بل نريد أن نوضح أن نظرتنا للمتحجبة يجب أن تكون نظرة موضوعية ، فلا نظنُّ أنها بتحجبها تكون قد طبقت جميع أوامر الدين ، وأنَّها أصبحت بمنأىً عن الخطأ .

ويجب ألا نصدم لأقل بادرة سيئة عن متحجبة ، فنتهم جميع المتحجِّبات بذلك ، أو نرمي جميع أوامر الدين بأنها غير صالحة ، لأن من المتحجبات من قد تخطيء في بعض الأمور .

إن الدين في كتاب الله وسُنَّة رسوله وسيرة أهل البيت ( عليهم السلام ) لا سيَّما سيدة النساء ( عليها السلام ) لا في فلانة وفلان ، المعرَّضين للخطأ ليلاً ونهاراً .

وإن وجدت في البعض قدوة سيئة ، فإن غيرهُنَّ الكثيرات والكثيرات ممن يعتبرن قدوة صالحة ، ويا حبَّذا لو تحجبت وكنت قدوة صالحة لغيرك ، بدلاً من أن تتجمدي على معاصيك ، ولا تحاولي تغييرها .


الحُجَّة التاسعة : من تدَّعي أنَّ الحجاب يُعيقها عن العمل أو التعليم :

أمــــا الرد عليهـــا فهو :


نقول هل يعيق النِقاب عن عمل عملية جراحية دقيقة جداً ، وبالأخص في جراحات المُخِّ والعيون ، بالإضافة إلى سائر العمليات الجراحية التي تتطلب الدقة والحذر المتناهي في تنفيذها ؟! بالطبع لا ، فكيف إذن تدَّعي المتبرجة أن النقاب يعيقها عن العمل الذي هو أدنى بكثير وبمراحل كبيرة من العمليات الجراحية ؟!

إنَّ الله حرَّم إظهار ماعدا الوجه والكفين ، إلا لضرورة ملحة : كالخطبة ، أو الشهادة في المحكمة ، أو التداوي ، وفي هذه الحالات تكشف عن الجزء المطلوب فقط بدون تبرج .

الحُجَّة العاشرة : من تدَّعي أنَّها لا تطيق الحجاب بِحُجَّة الحرارة أو الصداع :


أمــــا الرد عليهـــا فهو :

إن كنت لا تطيقين الحجاب ، فيا تُرى هل ستطيقين نارَ جهنَّم ؟! يقول تعالى : ( قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) التوبة : 81 .

وكذلك من تحتجّ بأنَّها تشعر بالصداع لو غطت وجهها ورأسها ، أقول لها : لا داعي إذن لخروجك وتعرضك للرجال ، أو اصبري على طَاعَة الله ، ونفذي أوامره ، وتذكري قوله تعالى : ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) مريم : 65 .

وكيف لا تصبر هذه على الحجاب وهو أمر بسيط بجانب ما كان يلقاه المسلمون الأوائل من ضرٍّ وأذى من المشركين ؟! كيف بالله لو رأَتْ هذه المتبرِّجة ما رأوه ؟! إذن لكفَرَتْ بالله ، وارتدَّت عن الدين ما دامت لا تصبر على تغطية جسدها حفظاً وإكراماً لها ، أتعصي أمر ربها وأمر رسوله ( صلى الله عليه وآله ) لأجل ثوب أُمِرَت بارتدائه ؟!

إن التي امتلأ قلبها بِحُبِّ الله ورسوله ، وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، وأصرَّت بصدقٍ على اتِّباعهم ، تجد كل ما تلقَّى في سبيل الله هنيئاً ، أفلا تكونين كذلك ؟
الحُجَّة الحادية عشرة : من تتبرَّج لتُغري الشباب بخُطبَتها ، أي : بِهَدَف الزواج منها :


أمــــا الرد عليهـــا فهو :

ولهذه أقول : إنَّك أزريت بنفسك ، ونالك الكثير من الإثم ، بل ارتكبت أمراً من كبائر الذنوب وهو التبرُّج في سبيل هدف قد يتحقق وقد لا يتحقق ، فإن تحقَّق فاعلمي : أن الرجل الذي اختارك زوجة له من أجل تبرُّجك فإنه سرعان ما سيخونك ، أو سيتركك إلى غيرك ليتزوج منها ، أو على أقل تقدير لن تنالي السعادة المنشودة التي تطلبها كل فتاة بالزواج .

وذلك عندما يجد أخريات أجمل منك ، لأنه سيلهث وراءهن حيث أن هدفه طلب الجمال فحسب ، بل إنَّ الأمر سيتفاقم كلما كبرت في السن ، وذهب جمالك شيئاً فشيئاً بسبب الحمل والولادة ومسئوليتك البيتية ، التي لا تعتبر أمراً هيناً على الإطلاق .

وعندها سيشعرك أنك لا تساوين شيئاً ، وستذهب نفسك حسرات وأنت ترين زوجك يلاحق الأخريات ، لأن من تزوَّج بمتبرجة لا يؤمن جانبه ، كما أنه من المعروف أن المرأة كلما تقدمت في السن زهد فيها الرجال شيئاً فشيئاً ، ولكن الأمر بالعكس بالنسبة للرجل ، إذ أنه يجد في جميع مراحل عمره من ترضى بالزواج منه ، ويكون في غالبية الأحوال قادراً على الإنجاب .

الحُجَّة الثانية عشرة : مَن تحتجُّ بأن زوجها يدفعها للتبرُّج أو تغيير خلق الله :


أمــــا الرد عليهـــا فهو :

ونقول : إنَّ عليها أن تكلِّم زوجها بالحسنى ، وترشده إلى أنها تخشى عليه من عقاب الله إن هو أصرَّ على منعها من التحجُّب ، وأبى عليها إلا أن تسير متبرجة ، ليعرض لحمها على زملائه ، ويريهم أنه إنسان عصري متحضر ، جعل زوجته مُلكاً للجميع .

بينما لو عقل هذا بعض الشيء ، لوجد أن ما يفعله فوضى وهمجية ، وانحلال وتفسخ ، وبهيمية ورجعية ، ورِدَّة إلى عهود ما قبل التاريخ ، فإن أبى ذلك ، وأصرَّ على موقفه ، لتعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، كما أن إرضاء الزوج لا يكون بارتكاب المعاصي ، وإنما بالسمع والطاعة له فيما يأمر بما ليس فيه إثم ، بالقيام بواجباته ، وإعطائه حقوقه ، كما بينها الله تعالى في القرآن الكريم والسُّنة النبوية .

وقد حذرنا الله تعالى من أمثال هؤلاء الأزواج ، فقال جلَّ شأنه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) التغابن : 14 .

وفي أسوأ الاحتمالات ، عند وقوع خلافات بين الزوجين ، واستحكام العداء ، والخوف من الفرقة ، وتعريض الحياة الزوجية للانهيار ، إن أصرَّ كل منهما على موقفه ، فإن الحل لذلك نتبيَّنه من قوله تعالى : ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ) النساء : 35 .

الحُجَّة الثالثة عشرة : مَن تخجلُ من الحجاب وتخشى سُخريَّة الناس منها لو أنها تحجَّبت :

أمــــا الرد عليهـــا فهو :

عجباً لمن تخجل من الحجاب ؟! أتخجل منه ولا تخجل من نظرات الرجال إلى جسدها ؟! ألا تخجل من عرض مفاتنها رخيصة أمام البرِّ والفاجر ؟! أتخجل من الفضيلة والشرف والحياء ، ولا تخجل من الوقاحة والاستهتار ومعصية الله ؟!

إن من يسخر منك يا أختاه لا تأبهي له ، ولا يثنيك عن عزمك على التحجُّب ، إنَّ هؤلاء أدنى من البهائم كما وصفهم الله تعالى في آيات كثيرة ، فهل تخجلين من البهائم ؟ صُمّي أذنيك عن سماعهم ، واستمعي لنداء الله ، لأن فيه سعادتك ، ونجاحك في الدنيا والآخرة .

تقول إحدى الأخوات : لقد حدَث أن رأَتني بحجابي مجموعة من الفتيات ، فتعالت ضحكاتهنَّ ، لأنهن لم يتعودن على رؤية الحجاب الشرعي الصحيح ، فالتفتُّ إليهنَّ قائلة ما علَّمني إياه الحق جلَّ شأنه : ( إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ) هود : 38 .

فوالله لقد بُهِتن جميعاً ووجمن ، ثم أقبلن نحوي بالاعتذارات المختلفة ، وهكذا تكون عِزَّة الإسلام ، أعلميهن أنَّهن اللاتي في موضع السخرية والاستهزاء ، وأنك لم تهتزِّي أو تتألمي لسخريتهن ، فتعود سهامهُنَّ المسمومة إلى قلوبهن .

واصبري يا أختاه ! على طاعة الله ، وتذكري أن شروط الفلاح أربعة متلازمة ، بيَّنَها الله تعالى في سورة العصر بقوله تعالى : ( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) .

الحُجَّة الرابعة عشرة : مَنْ تخشَى على نفسِها من الجنون لو التزَمَتْ بأوامر الله :


أمــــا الرد عليهـــا فهو :


إن هذه التهمة الباطلة ألصقها الكفار من قبل برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لينفِّروا الناسَ من اتِّباع هَديه ، فهل كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي هدَى الله على يديه الأمة ، وكان أعلم الناس بالله ، وأخشاهم له ، وقادَ أمة بدأت حياتها بالفقر ، ورعي الغنم ، فرفعها الله بالإسلام ، حتى فتحت لها مشارق الأرض ومغاربها ، وسطعت لها شمس حضارة لم تغرب إلا عندما ابتعد المسلمون عن دينهم ، فهل من فعل ذلك كله يعتبر مجنوناً ؟! حاش الله .

لقد صوَّر الله تعالى قولهم هذا بقوله : ( وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ) القلم : 51 - 52 .

الحُجَّة الخامسة عشرة : من تحتجُّ بأنَّها ستتحجَّب عندما تكبر :


أمــــا الرد عليهـــا فهو :


هل ضمنتِ العيش إلى الأجل الذي تحدِّدين ، فأجَّلت له الطاعات ، وبادرت اليوم بارتكاب الفواحش والمنكرات ؟! ألم تري أنَّ الموت لا يفرق بين صغيراً وكبيرا ، بل أن هناك من يولد ميتاً قبل أن يرى نور الحياة .

فإنما هي آجالنا حُسِبت وحددت لنا من قبل الله تعالى ، القائل جلَّ شأنه : ( فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ) الأعراف : 34 .

وحتى لو مدَّ الله في أجلها فمتى ستتوب ؟! إنَّ من شروط التوبة العمل الصالح الذي يناقض العمل القبيح الذي كانت عليه ، وإنَّ عملها القبيح - وهو التبرُّج وترك الحجاب - إنما يعطي تأثيره الضار على المجتمع ، من إثارة للفتن والغرائز في فترة محددة من العمر ، هي بصفة عامة فترة الشباب .

أما في فترة الشيخوخة عندما يذبل جمالها ، وتصبح من القواعد من النساء - هذا لو مَدَّ الله في عمرها - فإن حجابُها لا يَجدي نفعاً ، لأنَّها لن تغري الناظرين إليها ، بل إن الله تعالى رخَّص لها في هذه السن خلع الجلباب ، فكيف بالله ستكتمل توبتها ، أو حتى يقبلها الله تعالى في زمن لا يؤهِّلها لذلك ؟! .

فالشباب ولَّى وهيهات أن يعود ، بل كيف ستكفِّر عن الأيام السالفة من عمرها وهي بدون الحجاب ، وقد بدأ الله يحاسبُها منذ البلوغ ، خاصة وهي تعلم حرمة ذلك الفعل ، ولكنها تصر عليه ؟! .

الحُجَّة السادسة عشرة : مَنْ تخشَى على نفسها من السجون إن تحجَّبت :

اِصبري وصابري ورابطي ، وسينصرك الله ولو بعد حين ، وإياك والانصراف عن الحجاب ، ولو قطِّعت إرباً إربا ، لأنَّ في تمسكك به قياماً لهذا الدين ، وبعثا به حياً من جديد ، بعد أن ظن أعداء الله أنهم سوف يطفئون نور الله ، قال تعالى : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) الصف : 8 .

--------------------------

منقــــــول عن مجلة الوعي العدد 201 ... 


 
                               (2008)



0 التعليقات: